لم تكن فكرة وجود المصمك فكرة عابرة، إنما جاءت بعد تفكير وتخطيط كبير أخذ من وقتي وجهدي الأيام والشهور بل لا أبالغ لو قلت سنوات حتى ارتأيت بفكرتي فكانت حقيقة، ولأنني أؤمن بأن الأعمال لا يكتفى بإنشائها بقدر ما يكون الإبداع سيدها، فكم من أعمال وأفكار قد طبقت على أرض الواقع، ولكن ينقصها الكثير، فالروح والعبق ليس كل فكرة قد تستطيع أن توجده، ولكن فكرة المصمك جاءت مبتكرة مبدعة في تنفيذها حتى أصبحت ابتكار في وقتها رغم ما يحمله المصمك من تاريخ وحضارة وعبق جاب أروقة المكان بحلته ليرشد كل من حط به قدميه يوماً بتاريخ أمة وعراقة شعب ومستقبل واعد لا محالة من ذلك.
قد تتساءل عزيزي القارئ لهذه الكلمات كيف تكون فكرة وجود “المصمك قصة وحدة وطن” فكرة ابتكارية، لا عليك من التكهن والتفكير، فالأمر بسيط في مضمونه، هل زرت يوماً متحفاً أثرياً؟!، ماذا شعرت وقتها وأنت تجوب أروقة ذلك المتحف؟! وتشاهد كل ما يحتويه من قطع ومقتنيات أثرية؟! أجل إنه ما تفكر به بالضبط، إنه شعور الحنين إلى الماضي، إنه شعور الفخر والاعتزاز بتاريخ أمتك وشعبك ووطنك وأجدادك، إنه وقفة عبرة وتمعن لما كان في سابق العهد، وما ستكون عليه أعوامك، إن فكرتي في هذه المصمك ليس مجرد فكرة قد يقال بها بعض الكلمات، ولكن ما أريد أن أوصله لكل من يقرأ ويزور المصمك، أن هذا المصمك وفكرته هي جهد ذاتي دفعت ثمنه من أيام وسنين عمري، ووقتي وصحتي وأسرتي، أيام مضيت بها أسعى وأفتش بين ركام الأفكار مفتشة عما يجلو اضطراب أفكاري وقلقي وحيرتي، فالفكرة تجاوب أركان العقل مراراً وتكراراً، أتساءل مرة وأجيب عن سؤالي مرة أخرى، قد أبدو لوهلة أني مبعثة في أفكاري، ولكني أنقل لكم جزء بسيط من عالم قد خضت غمار القتال به وحدي، لأكون رائدة الفكرة وعرابتها، لتخرج إلى النور معربة عن ميلادها بشكلها وحلتها الجديدة للجميع.
أليس ذلك ابتكاراً في حد ذاته؟!
ومن مواضع الابتكار والتفرد لفكرة “المصمك قصة وحدة وطن”، إنها لم تكن مطبقة بأي شكل من الأشكال في المدارس الحكومية أو الأهلية، أو غير ذلك، فقد أمعنت النظر جيداً حولي وفي مجالي إدارتي ومهنتي فلم أجد أي فكرة أو شعاع لانطلاق مثل هذه الفكرة، وهذا الأمر يحسب لي ولفكرتي بالتميز والتفرد والإبداع.
إضافة على ذلك إن وجود “المصمك قصة وحدة وطن” في بيئة مدرسية يعتبر إنجازاً وطنياً ومهنياً كبيراً، فمن خلاله يتم استغلال كافة المناسبات والاجتماعات والفعاليات بشكل صحيح وسليم، من خلال القيام بها والتخطيط لتنفيذها في بيئة محاكية بشكل كلي لطبيعة تلك الفعاليات والأعياد والأيام الوطنية دون الحاجة إلى الابتعاد عن المدرسة، وبهذا يكون التوظيف الفعلي للبيئة التعليمية المصمك بحلته وطبيعته ليكون منبر انطلاق حقيقي للتعليم والتاريخ والحضارة والمستقبل معاً.
موضي ال نادر